عامل سطات.. كسر الجمود ونهج ميداني لمعالجة الملفات الحارقة
استمراراً للدينامية التي أطلقها منذ تعيينه، يبدو أن النهج الذي يتبعه عامل إقليم سطات الجديد، السيد محمد علي حبوها، لا يقتصر على تدشين المشاريع الجديدة فحسب، بل يتجه نحو تطبيق ما يشبه "العلاج بالصدمة" للملفات التي أصابها الجمود لسنوات، معتمداً على الحضور الميداني القوي وسياسة فتح قنوات الحوار المباشر.
فتح "العلب السوداء": ملفات SETTAVEX و"كرين بارك" على طاولة العامل
إلى جانب المشاريع التنموية، ورث العامل الجديد "إرثاً ثقيلاً" من الملفات الشائكة التي تشكل قنابل اجتماعية واقتصادية موقوتة. ويأتي على رأس هذه الملفات:
ملف شركة النسيج SETTAVEX: لا يتعلق الأمر بمجرد شركة متعثرة، بل بمأساة اجتماعية لمئات العمال والأسر الذين وجدوا أنفسهم في مهب الريح. وتشير مصادر متطابقة إلى أن العامل حبوها وضع هذا الملف ضمن أولوياته القصوى، باحثاً عن حلول واقعية وقانونية قد تنقذ ما يمكن إنقاذه، سواء عبر إيجاد مستثمر جديد أو عبر تصفية عادلة تضمن حقوق العمال. إن تحريك هذا الملف يعتبر اختباراً حقيقياً لقدرة الإدارة الجديدة على معالجة الأزمات الاجتماعية العميقة.مشروع "كرين بارك" السياحي: هذا المشروع، الذي كان من المفترض أن يكون متنفساً سياحياً وترفيهياً للمدينة، تحول إلى ورش متعثر ومصدر للنزاعات القانونية. إن اهتمام العامل بهذا الملف يعكس رغبة في فك شيفرة المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تعاني من عراقيل إدارية أو قضائية، وإعادة إطلاقها لتساهم في التنمية الاقتصادية للإقليم.
الأمن كأولوية للتنمية المستدامة
يدرك العامل الجديد أن لا تنمية حقيقية بدون أمن واستقرار. وفي هذا الإطار، كثف من اجتماعاته مع المسؤولين الأمنيين من مختلف الأجهزة (الأمن الوطني والدرك الملكي)، مشدداً على ضرورة تعزيز اليقظة الأمنية، ومحاربة كل أشكال الجريمة، وتأمين الفضاء العام. هذا التوجه لا يهدف فقط إلى طمأنة الساكنة، بل أيضاً إلى خلق مناخ آمن وجاذب للاستثمارات التي تحتاج إلى بيئة مستقرة لتزدهر.
"عامل ميداني" يكسر الروتين الإداري
تميزت الأسابيع الأولى من تولي السيد حبوها مهامه بالزيارات الميدانية المفاجئة وغير المعلن عنها لمختلف المرافق الإدارية والجماعات الترابية. هذا الأسلوب المباشر يهدف إلى:
الاطلاع المباشر على سير العمل: الوقوف شخصياً على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ورصد أي تقصير أو تهاون.
كسر الروتين: تحفيز الموظفين ورؤساء المصالح على التواجد الفعلي في مكاتبهم والالتزام بمسؤولياتهم.
إعادة الثقة: توجيه رسالة قوية للمواطنين بأن الإدارة الترابية قريبة من همومهم ومشاكلهم اليومية.
إن هذا النهج الميداني، المقرون بفتح باب مكتبه للحوار مع مختلف الفاعلين من منتخبين ومجتمع مدني، يُنظر إليه على أنه قطيعة مع الأساليب الإدارية التقليدية، ومحاولة جادة لتطبيق المفهوم الجديد للسلطة الذي يركز على خدمة المواطن كهدف أسمى. وبينما لا تزال التحديات كبيرة، فإن هذه البداية القوية قد أعطت إشارة أمل لساكنة إقليم سطات، التي تتطلع إلى أن تترجم هذه الدينامية إلى إنجازات ملموسة تغير وجه الإقليم نحو الأفضل.
 
تعليقات
إرسال تعليق