القائمة الرئيسية

الصفحات

قبل أن تخونك الذاكرة: اختبار ثوري يكشف الزهايمر من تغيرات السلوك والمزاج

 قبل أن تخونك الذاكرة: اختبار ثوري يكشف الزهايمر من تغيرات السلوك والمزاج

عندما يُذكر مرض الزهايمر، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو النسيان وفقدان الذاكرة. لكن، ماذا لو كانت الإشارات الأولى والأكثر دقة للمرض لا تكمن فيما ننساه، بل في طريقة تصرفنا وشعورنا؟ هذا هو المنطلق العلمي الذي قد يغير طريقة تعاملنا مع هذا المرض، من خلال اختبار جديد مصمم ليكون بمثابة جرس إنذار مبكر، يكتشف همسات


المرض الصامتة قبل أن يتحول إلى صرخة النسيان
.

من المعروف أن مرض الزهايمر ينجم عن ضمور خلايا المخ السليمة، مما يسبب تراجعاً مستمراً في القدرات العقلية. لكن العلم الحديث أثبت أن التغيرات في الدماغ تبدأ قبل سنوات طويلة من ظهور أعراض فقدان الذاكرة الحادة. وخلال هذه الفترة المبكرة، تظهر تغيرات طفيفة لكنها مهمة في المزاج والشخصية والسلوك الاجتماعي.

هذه التغيرات، التي قد يلاحظها الأقارب ويعتبرونها مجرد "تغير في الطباع" بسبب التقدم في السن، هي في الحقيقة الإشارات الأولى التي يرسلها الدماغ. ومن هنا، فإن القدرة على رصدها مبكراً تمنح الأطباء والمرضى فرصة ثمينة للتدخل والسيطرة على تطور المرض قدر الإمكان.

بناءً على هذه الفكرة، طور باحثون استبياناً دقيقاً مكوناً من 35 سؤالاً، تم عرضه في مؤتمر الرابطة الدولية للزهايمر. هذا الاختبار ليس أداة للتشخيص الذاتي، بل هو أداة احترافية يستخدمها الأطباء لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.

  • آلية العمليجيب الشخص أو أحد المقربين منه على الأسئلة بـ "نعم" (إذا كان السلوك موجوداً لستة أشهر على الأقل) أو "لا".
  • التحليليقوم الطبيب بتحليل الإجابات لتحديد درجة الخطر وتوجيه الشخص نحو المزيد من الفحوصات والمتابعة.

ولجعل التشخيص أكثر دقة، تم تقسيم الأسئلة إلى خمس فئات رئيسية ترصد جوانب مختلفة من التغيرات السلوكية، وهذه أمثلة منها:

 

(هل فقد الشخص اهتمامه بالأنشطة والأشخاص الذين كانوا يمثلون مصدراً للسعادة؟)

  • هل فقد اهتمامه بأصدقائه وعائلته؟
  • هل أصبح أقل حيوية ونشاطاً، وأقل مشاركة في الأحاديث؟
  • هل أصبح أقل تعبيراً عن مشاعره وحبه للفضول؟(هل ظهرت مشاعر سلبية لم تكن من سمات شخصيته من قبل؟)
  • هل أصبح أكثر حزناً أو معنوياته منخفضة وأكثر عرضة للبكاء؟
  • هل أصبح يشعر بالفشل بشكل مستمر ويرى نفسه عائقاً أمام العائلة؟
  • هل أصبح أكثر قلقاً وهلعاً من الأمور الروتينية؟

(هل يقوم بسلوكيات متهورة أو غير معتادة تنم عن ضعف القدرة على التحكم في الانفعالات؟)

  • هل أصبح عدوانياً، مضطرباً، ومتقلب المزاج؟
  • هل أصبح يقوم بالأمور من غير التفكير في عواقبها؟

من المهم التوضيح أن هذا الاختبار ليس أداة للتشخيص الذاتي المنزلي، بل هو في مرحلته الأولى متاح للأطباء والمختصين كأداة مساعدة لتقييم المخاطر. ويتوقع الباحثون أن يتم توفيره في المستقبل بشكل أساسي لأقارب وأصدقاء الأشخاص الذين قد يكونون في خطر، لتمكينهم من مراقبة أي تغيرات وطلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب.

في النهاية، يمثل هذا الاختبار أملاً جديداً ونقلة نوعية في معركتنا ضد الزهايمر. إنه يذكرنا بأن الانتباه إلى صحتنا السلوكية وصحة أحبائنا لا يقل أهمية عن الانتباه لصحتهم الجسدية، فقد تكون الإجابة على سؤال بسيط حول "لماذا تغير طبعه؟" هي المفتاح لمستقبل أفضل

تعليقات