في قلب إقليم سطات، وتحديداً في جماعة سيدي العايدي، تنزف قرية أولاد غنام بصمت ألمًا دفينًا، وتعيش واقعًا مريرًا، تجسيدًا حيًا لمعاناة التهميش والإهمال.
فبين طرقٍ تعجز عن احتضان خطى السائرين، ووعودٍ سياسيةٍ تتبخر مع هبوب رياح الانتخابات، يقبعُ أبناء أولاد غنام في عزلة قسرية عن مواكب التنمية والتطور.
ويزدادُ الجرحُ عمقًا مع انقطاعٍ متكررٍ للمياهِ الصالحةِ للشربِ، ذلك العنصرِ الحيوي الذي بات حلمًا بعيد المنال في هذه الربوعِ المُهمّشةِ.
إنّ صرخاتِ سكانِ أولاد غنام لم تعد تحتملُ التجاهل. إنّها نداءٌ عاجلٌ للتدخلِ وإنقاذِ ما يمكنُ إنقاذه.
فأين المسؤولون من معاناةِ هؤلاءِ المواطنين؟ وأين هي المشاريعُ التي من شأنها أن تُخرِجَهم من عزلتِهم وتُوفّرَ لهم أدنى مستلزماتِ العيشِ الكريم؟
إنّ أهلَ أولاد غنام يستحقون أكثرَ من مجردِ الوعودِ. إنّهم يستحقونَ التفاتةً صادقةً من أصحابِ القرارِ، وخطواتٍ عمليةً على أرضِ الواقعِ تُعيدُ إليهم الأملَ في غدٍ أفضل.
فلنُنصِتْ إلى صرخةِ أولاد غنام، ولنُسارِعْ إلى مداواةِ جراحِها قبل أن تستفحلَ وتتفاقمَ.

تعليقات
إرسال تعليق