القائمة الرئيسية

الصفحات

جيل زد المغربي: من الفضاء الرقمي إلى الشارع ‒ الاحتجاج كصرخة وجّهها الشباب لمستقبل أفضل

 

جيل زد المغربي: من الفضاء الرقمي إلى الشارع ‒ الاحتجاج كصرخة وجّهها الشباب لمستقبل أفضل

 

في الآونة الأخيرة، برزت عدة تطوّرات مهمة لدى جيل زد في المغرب، تُظهر تغيّراً في السلوك الاجتماعي، السياسي، والتطلّعات نحو تغيير ملموس. إليك عرض تحليلي لِما يجري

:

منذ أواخر شهر سبتمبر 2025، شجّع شباب من جيل زد (مواليد تقريباً ما بين 1997 و2012) تحرّكاً احتجاجياً في عدد من المدن المغربية تحت اسم” جيل زد-212، مطالبين بإصلاح التعليم والخدمات الصحية، ومحاربة الفساد، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية

ما يميّز هذه الاحتجاجات أنها تنشّطت أولاً عبر المنصات الرقمية مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، وأيضا Discord، حيث تمَّ استدعاء الشباب وتنسيق الخطوات.

من المطالب المشتركة بين المحتجين: توفير فرص شغل، تحسين الصحة والتعليم العدالة في الخدمات الاجتماعية، العدالة في توزيع الأولويات الحكومية، لا سيما في ظل استثمارات ضخمة في ملاعب وبنى تحتية استعداداً لاستضافة فعاليات كبرى ككأس العالم وكأس أمم أفريقيا.

الجوانب الأمنية والتشريعية أيضاً تلعب دوراً: تمّت حملات توقيفات لعدد من الشباب المشاركين في الاحتجاجات، ومحاكمات لبعضهم؛ بينما أكدت الحكومة استعدادها للحوار والتجاوب مع بعض المطالب الاجتماعية

من جهة أخرى، الشباب يُظهر مستوى عالٍ من الوعي الرقمي والتطلّع إلى شفافية أكبر، يريد أن يكون له صوت، لا أن يُهمّش، ويرفض الانتماء الحزبي التقليدي أو أن يتم تمثيله عبر الوسائل القديمة فقط.

أظهرت دراسات أن مستويات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عالية بين شباب المغرب؛ فمثلاً حوالي 43٪ من المغاربة الشباب بين 18 و29 سنة يقضون بين 3 و5 ساعات يومياً على هذه المنصات، الأمر الذي يُسهّل التنظيم الرقمي، الانتشار السريع للأخبار والمطالب، وأيضا قدرة التأثير. هذه التطوّرات تشير إلى أن جيل زد في المغرب لا يكتفي بالمطالبة بل بدأ يتحرّك، وقد يستخدم كفعل احتجاجي وسيلة للتأثير على السياسة العامة. وهذا يشكّل اختباراً حقيقياً للحكومة في كيفية الاستجابة: هل ستتبنى مقاربات استباقية تشرك الشباب، أم ستظلّ المقاربة الأمنية والتهميش؟

تعليقات