"محمد علي حبوها في عمالة سطات: تحديات كبيرة وفرصة لتغيير ملموس في القلب القروي"
منذ إعلان التعيين في ماي 2025، دخل إقليم سطات مرحلة جديدة من الترقّب والإنتظار. الاختيار جاء ضمن حركة ملكية للتجديد الإداري وتثبيت الكفاءة في الأدوار الترابية، فمحمد علي حبوها، الذي سبق له أن عمل في عدة مناصب جهوية وإقليمية منها عامل على إقليم بركان، يُنظر إليه من مكونات محلية وسياسية كمحضّن للأمل في تحقيق اختراقات تنموية ملموسة.
من سيرته
ومساره يُعرف عنه قدرته على التواصل الميداني، وإعطاء أهمية للمشاركات المجتمعية
والشباب، والحرص على الحكامة والشفافية؛ وهي سمات باتت معطيات لازمة لإعادة الثقة
بين السلطة والمواطن، خصوصاً في أقاليم مثل سطات التي تعاني من تأخّر في العديد من
القطاعات التنموية.
لكن الواقع
الذي استلم فيه عامل سطات الجديد مليء بالتحديات، بعضه
ا تقليدي وبعضها يحتّم
تدخلات مبتكرة:
أولاً، العالم
القروي والعزلة.
كثير من
جماعات إقليم سطات تشكو من ضعف البنيات التحتية للنقل وارتباطها بالشبكة الوطنية
والمحلية. الطرق متدهورة، النقل المدرسي غير مؤمن باستقرار، البعد الجغرافي يحول
دون ولوج الخدمات الأساسية بسهولة.
ثانياً، الخدمات العمومية: التعليم، الصحة، الماء، الصرف الصحي.
نقص في المؤسسات التعليمية بالمستوى الإعدادي والثانوي، البنية التحتية
للمرافق الصحية متواضعة خاصة في الجماعات النائية، والزوارق الصحية والصعوبات
اللوجستيكية للنقل والاستجابة للطوارئ من أبرز المشاكل. كذلك تأخر في تزويد بعض
المؤسسات بالماء الصالح للشرب والمرافق الصحية الأساسية 
ثالثاً، البعد
الفلاحي والمائي والمناخي.
كون سطات من
الأقاليم ذات الطابع الزراعي الهام، فالفلاحون – خصوصاً الصغار – يواجهون صعوبة في
التأقلم مع تغيّرات المناخ والجفاف، وارتفاع تكاليف الإنتاج، ونقص الدعم اللوجستي
والمادي، إضافة إلى ضعف التنظيم لدى المنتجين، غياب أسواق محلية أو بنيات تخزين،
أو تأمين فلاحي فعّال 
رابعاً، البنى
التحتية الأساسية والتنمية المجالية. سواء في التجهيزات الطرقية، الإنارة، الكهرباء، الربط
الطاقوي والشبكي، إقامة مناطق صناعية أو لوجستية، أو في تعبيد المسالك القروية.
غياب بعض المشاريع أو بطء إنجازها، مما يولّد شعوراً لدى الساكنة بعدم المساواة أو
التهميش
خامساً، الإدارة
المحلية والتنسيق بين مختلف الفاعلين. من التحديات البيروقراطية، ضعف التنسيق بين الجماعات،
ضعف الدعم للجمعيات، مساطر طويلة أو غير واضحة، فقدان في بعض الأحيان للمساءلة، أو
رؤية استراتيجية مشتركة واضحة.
أما الفرص
والرهانات التي يمكن أن يستثمرها العامل الجديد محمد علي حبوها، فتتمثل في:
- الاستناد إلى خبرته الإدارية السابقة، خصوصاً في
     بركان، إذا ما استُخدمت كنموذج في تبني مقاربات تشاركية، رقمنة، تسريع
     المساطر 
 - تحفيز الاستثمارات المحلية والخارجية، خاصة في
     القطاعات الزراعية، الصناعية، اللوجستية، وربطها بالأسواق، مع البنية التحتية
     اللازمة. 
 - تطوير المشاريع التنموية ذات الأثر الميداني
     المباشر: تحسين المواصلات، الصحة، التعليم، الخدمات الاجتماعية، الماء
     والكهرباء، لأن هذه القطاعات هي الأكثر شعوريّة عند المواطن وتولد الرضى
     والإيجابية.
 - الاهتمام بالعدالة المجالية: توزيع الموارد،
     المشاريع، الخدمات بشكل متوازن بين الجماعات القروية والحضرية، وعدم التهميش.
 
ختاماً،
إقليم سطات اليوم أمام مفترق طرق. المسؤولية كبيرة على عاتق محمد علي حبوها لإدارة
هذه المرحلة بحسّ القيادة، بالجرأة في اتخاذ القرارات، وبالشفافية والتواصل الدائم
مع الساكنة والمنتخبين. التعويض ليس فقط في المشاريع الكبرى وإنما في إحداث الفرق
اليومي: شوارع سالكة، مدارس مزودة، مراكز صحية متاحة، فرص عمل للشباب، خدمات بسيطة
لكن مؤثرة. إن نجح في ذلك فقد يكون بداية عهد تنموي متجدد لسطات، وإن فشل فقد
تستمر الشكاوى والمطالب الجامحة التي طالما ظلت تراوح مكانها.
تعليقات
إرسال تعليق