في خطوة
استراتيجية تزامنت مع ذروة العرس الكروي النسوي في القارة، وتحديداً مع نهائي كأس
أمم إفريقيا للسيدات، قصّ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) شريط افتتاح مكتبه
الإقليمي الجديد في العاصمة المغربية الرباط. هذا الحدث لا يمثل مجرد تدشين لمقر
إداري، بل هو رسالة واضحة الدلالة على أن المغرب بات مركزاً محورياً ونقطة ارتكاز
حقيقية لتطوير ورسم مستقبل كرة القدم في إفريقيا.
بحضور شخصيات
وازنة يتقدمهم رئيس "فيفا" جياني إنفانتينو، ورئيس الحكومة المغربية
عزيز أخنوش، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، تم الإعلان
رسمياً عن انطلاق أعمال هذا المكتب الذي يُعوّل عليه ليكون قاطرة للتنمية الكروية
في القارة. ولم يكن اختيار التوقيت وليد صدفة، بل
جاء ليتناغم مع النجاح الباهر الذي حققه المغرب في تنظيم بطولة كأس أمم إفريقيا
للسيدات، وهو ما أضفى على الحدث بعداً رمزياً وعملياً.
يقع المكتب
الجديد بمحاذاة مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، الصرح الرياضي الذي بات
وجهة للعديد من المنتخبات والخبراء من مختلف أنحاء العالم. هذا الجوار
المباشر ليس مجرد تفصيل جغرافي، بل هو تجسيد لرؤية "فيفا" التي تهدف إلى
تسهيل تنفيذ برامج تطوير كرة القدم الإفريقية ومواكبة الاتحادات القارية عن قرب.
"من هنا سنرسم
مستقبل كرة القدم الإفريقية"، بهذه
الكلمات الحماسية لخص جياني إنفانتينو أهمية هذا الصرح الجديد، معرباً عن سعادته
البالغة بالعودة مجدداً إلى المغرب الذي وصفه بأنه "بلده الثاني".وأشاد
إنفانتينو بالتطور الملحوظ الذي حققته المملكة على مستوى البنية التحتية الرياضية
والتنظيم، مؤكداً أن "المغرب أصبح حقاً فاعلاً عالمياً في مجال كرة القدم".
هذا التدشين
هو تتويج لمسار بدأ بتوقيع بروتوكول اتفاق في مدينة مراكش في ديسمبر 2024، على
هامش حفل جوائز الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) ونصت
الاتفاقية على أن يشكل المكتب القاري للفيفا بالمغرب نقطة ارتكاز لمبادرات تنمية
اللعبة على المستويات الرياضية، التربوية، والثقافية في إفريقيا.
وتعكس هذه
الخطوة الثقة الكبيرة التي توليها الهيئات الرياضية العالمية للمغرب، الذي يستعد
لتنظيم استحقاقات كبرى قادمة، أبرزها كأس العالم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا
والبرتغال، وخمس نسخ متتالية من كأس العالم للناشئات تحت 17 عاماً ابتداءً من عام
2025.
إن افتتاح
مكتب "فيفا" في الرباط لا يمثل انتصاراً دبلوماسياً ورياضياً للمغرب
فحسب، بل هو بارقة أمل للكرة الإفريقية بأسرها. فمن خلال هذا المكتب، سيتم دعم
المشاريع الهادفة لتطوير البنى التحتية، تعزيز التكوين، ونشر ثقافة كروية متقدمة
في جميع أنحاء القارة، لتكتب بذلك صفحات جديدة ومشرقة في تاريخ كرة القدم
الإفريقية.
تعليقات
إرسال تعليق